الحياة الثانوية - تجربة ونصائح




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عودة للمدونة -وأخيرًا- بعد انقطاع طويل
لكن بشكل مختلف هذه المره.. اخترت أن أكتب بلغة بيضاء بسيطة بلا تكلف أو تعديلات أدبية على  الجمل ويمكن هذا أكبر اختلاف بهالتدوينة عما قبلها.. بالإضافة إلى أني أكتب الآن بكل تلقائية بدون أي تحضير مُسبق
لذلك أصدقائي القراء المُستهدفين.. اعتبروها مجرد جلسة سوالف ونقاش بيننا
وأقدم اعتذاري للأصدقاء الذين وعدتهم بهذه التدوينة وتأخرت بها.. ها نحن هُنا أخيرًا
-
قبل سنوات لما كنت على عتبات الثانوي وبداية دخولي لعالم المدونات.. صادفتني تدوينات لأشخاص كانوا يكتبون يومياتهم ومذكراتهم بالمرحلة الثانوية ويحكون حتى أبسط وأصغر التفاصيل
كنت أقرا أي تدوينة ألقاها.. أثرها كان جدًا كبير علي وكانت مفيدة ومطمئنة لأبعد حد، خصوصًا بكلامهم عن المواد وتفصيلهم لها.. ولا زلت إلى اليوم أتذكرها وأتذكر شعوري وقتها ولا زلت ممتنة لهم وأتمنى أرجع أشكرهم عليهم لولا إني بحثت عنهم ومعظمهم ما ألقاهم أو تكون مدوناتهم محذوفه للأسف :(
سعيدة لأنه جاء اليوم اللي أقدر أشارك فيه تجربتي بشكل مبسط.. على أمل أن تصل لأصدقائي القراء مثل ما كان هالنوع من التدوينات يوصلني قبل سنوات
فبالتالي.. هذه التدوينة موجهة بالمقام الأول لأصدقائي المقبلين على المرحلة الثانوية أو طلابها الحاليين.. وجزيل شكري وامتناني لغيرهم من القراء اللي اختاروا يقرأون لي هُنا
-
ما راح تكون التدوينه تجربة شخصية بحته ل3 السنوات بتفاصيلها -بعيدًا عن استحالة الأمر- راح أشارككم أي جزء منها أشوف إنه مفيد وملهم وأي نقطة شكلت فرق بالنسبة لي.. مع بعض النصائح الُمستخلصه منها
-
البدايات دائمًا لا تُنسى.. مستحيل أنسى يومي الأول بالثانوي ومشاعري وقتها.. وكل التساؤلات اللي كانت ببالي والمخاوف المتزايد مع كل يوم
كنت أتساءل لأسابيع: "هل أنا بالمكان المناسب" ؟
واليوم لما أتذكر تساؤلي الخائف هذا أضحك.. لأنه ما كان المناسب وحسب، كان المكان الوحيد اللي بختاره وأصرّ عليه لو يرجع بي الزمن، وأحمد ربي ألف مره إنه اختاره لي
أنا درست بأعظم وأفضل مدرسة ثانوية وعشت فيها أجمل تجربة ومكاسبي منها ما تعد ولا تحصى
عيبها الوحيد إنها عظيمة لدرجة إنها لا يمكن تكون محطة عادية من حياتك، عظيمة للحد اللي تتعلق فيها ويبقى إنتمائك لها يكبر معاك كل ما كبرت بالعمر.. أنا على يقين إنه مهما مرّ الزمن بيظل شعوري وانتمائي لثانويتي وكأني لا زلت طالبة فيها
بعادتي ما أحب الوقوف على الأطلال كثير.. ولكن الثانوي ما أقف عليها فحسب، أبكي بعد
أعرف إنه يمكن هذا الشيء بيأثر على سردي لتجربتي ونصائحي اللي بطرحها، لأني أعرف إن فيه بنات كثير كانت المرحلة الثانوية بالنسبة لهم سجن وكابوس وينتظرون التخرج على أحرّ من الجمر حتى يتخلصون منها.
-
معظم التساؤلات قبل الثانوي كانت ( فصلي ولا مقررات ؟ )
وكنت حاسمه قراري على المقررات.. قبل أجرّب كنت مقتنعه فيه 100% وإنه الأفضل
حقيقةً صعب أشرح ليش اخترته وإيش الفروقات بينهم.. بالإضافة إلى أنه -على حد علمي- كل المدارس بتصير مقررات وبيلغى النظام الفصلي
أول ثانوي كانت بداية مختلفة بالنسبة لي مو لأنها فقط مرحلة جديدة.. إنما (صفحة جديدة) لكل شيء يخص الدراسة
حاولت أتناسى المتوسط ودراستها وقررت أعطي نفسي فرصة لتغيير أشياء كثير
وهنا نصيحة مني لكم وما تقتصر فقط على الثانوي: انتبهوا تدخلون مرحلة جديدة بأفكاركم السلبية السابقة
لا تقولين أنا بالمتوسط كذا وكذا.. ما أحب الرياضيات، درجاتي بالعلوم كانت سيئة، ما أعرف أذاكر مواد لحفظ.. إلخ
حتى شخصيتك! لا تقولين أنا خجوله، ما أعرف أواجه الناس، ما أقدر أكون صداقات، ما أعرف أقول كلمتين على بعض شلون عاد أقدم مشروع!
ارمي بكل هذه التوقعات السلبية عن نفسك عُرض الحائط.. انسي كل شيء وابدأي من جديد
وصدقوني.. راح تنبهرون من أنفسكم وتكتشفون إنكم قادرين على أشياء كثير كنتم مسلّمين بعجزكم عنها وفشلكم فيها
-
الثانوي كانت مرحلة اكتشاف الذات ومواجهتها بالنسبة لي..
صدمتي مع بداية الثانوي كانت (اللغة الإنجليزية)  بلا مبالغه كانت صاعقه بالنسبة لي وما عندي كلمة ثانية توصفها.. حسيت بإحباط كبير وقتها وكأنها أول مره أتعلم انقلش وأول حصص آخذها بحياتي
صحيح ما كنت أعتقد إن لغتي حلوه قبل الثانوي ولكن ما تصوّرتها بهالسوء.. لأن مستواي فيها بالمتوسط كان ممتاز ودرجاتي فيه عاليه..
اللي كنت أسويه فعليًا بالمتوسط إني أعامل الانقلش كمادة فقط ومستواي حلو على الورق، أحفظ الكلمات قبل الاختبار وأدخل وأحل كل شيء صح وأطلع وأجيب فل مارك! وبعدها لا شيء.. يمر الزمن وأنساها ويجي الاختبار اللي بعده وأحفظ غيرها
وللأمانه معلمتنا كانت جدًا لطيفه معنا وحبوبه وما تتعبنا أبدًا وتصعبها علينا.. كانت (بغير الشرح) تكلمنا وسط الحصه بالعربي وتسمح لنا إذا قمنا نجاوب بالعربي بعد..
لذلك أقدر أقول إني قبل الثانوي ما جربت المحادثة أبدًا، وحدود تعلمي للغه بأكملها ما كانت تتعدى كونها مادة دراسية أبدًا
، ما كنت أتفرج مسلسلات أو أي شيء من هذا القبيل وعاملتها مثل أي مادة ثانية، ببساطه أذاكر قبل الاختبار وأجيب درجات وأنجح..
لكن هالصدمة كانت أجمل نقلة نوعية بالنسبة لي .. وأحمد ربي عليها
معلمتي بالثانوي كانت عظيمة وشاطرة تبارك الرحمن وتهتم لمصلحتنا بالتعلم قبل أي شيء ثاني وأنسب لها فضل عظيم بعد الله وبظل أشكر لها هالجميل طول عمري .. تعلمت منها (بدون ما تقول بنفسها) أهم مبدأ بالنسبة لي بتعلمي وهو إن الانقلش  لغة وليست مادة وعلى هذا المبدأ لازم أتعلمها حتى وأنا بالمدرسة، وما أذاكرها فقط عشان اختبار وأطلع منه كما دخلت المدرسة أول مرة.
العطلة اللي بين أول وثاني ثانوي كانت بدايتي برحلة التعلم الذاتي للغة.. صرت أدرسها بشكل حقيقي عن قناعة تامة
وأيقنت وقتها إن الرغبة والعزيمة الصادقة هم أهم أسباب الاستمرار.. اللي بيتعلم شيء لازم يكون فعلًا راغب بالتعلم، مو مجبر عليه أو يذاكر فقط عشان يتجاوز اختبار ويجيب درجات
بالمناسبة: أنا معجبة جدًا بمناهج اللغة الإنجليزية للثانوي [ traveller ] مناهج ذكية وطريقة تصميمهم لها مبتكرة والمحتوى مدروس ومفيد جدًا جدًا.. لا زلت محتفظه بال5 كتب عندي وما طاوعني قلبي أتخلص منهم، فعلًا منهج راااائع، استفيدوا منه قدر الإمكان بكل المهارات الأربع
-

من لما دخلت الثانوي (أو حتى قبلها) كنت أسمع عن مواد المقررات.. وبعضها كانت سمعتها سيئة من ناحية الصعوبة والتعقيد و و و... وما أخفيكم هالشيء مع التكرار غرس بداخلي يقين بصعوبة هالمواد وإنها شيء غير ممكن تجاوزه بسلام بدون ما أعطي نفسي مجال للتجربة
لذلك نصيحة مني: لا تسمعون أبدًا للكلام والتخويف اللي يجيكم عن أي مادة قبل ما تجرّبون بأنفسكم.. العقل بطبيعته يميل لتهويل الأمور فوق ما الناس تهولها أصلًا..
حطوا ببالكم أن هالكلام ممكن يوصلكم من أي شخص سواء جرّب أو ما جرب.. ممكن حتى من معلمة المادة نفسها :)
لذلك خليكم مرنين واعتبروا إن أي صعوبة يقولون عنها هي بمثابة التحدي بالنسبة لكم وفرصة تثبتون قدراتكم لأنفسكم قبل أي شخص ثاني.. وهذا الشيء المنطقي اللي لازم يصير.. لازم كل خطوة بالحياة تكون أصعب من اللي قبلها
ما يعقل يجي شخص ويقول الثانوي أصعب من الجامعة.. الحياة سلم ترتفعون فيه بكل مرة وليس العكس.. ما راح تحسون
بقيمة النجاح والإنجاز لو كان كل شيء ميسّر وتنجزونه بدون أدنى جهد يذكر.. ما كان مشت الحياة أصلًا ولا كنتم بتتقدمون خطوة وحدة للأمام
-
علمي ولا أدبي؟
فيه كلمة كنت أقولها لنفسي بثالث متوسط وما أعتقد شاركتها أي أحد.. كنت أقول:
"أدخل أدبي وأجيب ممتاز ولا أدخل علمي وأجيب جيد ولا مقبول! "
أتساءل الآن يالله ليش كنت أقول كذا؟ كم كنت مرعوبه وخايفه وعقلي يكبر الأمور 100 مرة أكبر من حجمها الطبيعي.. كنت ضحية لكلام الناس من جهة.. ومن جهة ثانية ما كنت أعرف قدراتي ولا جربت نفسي أصلًأ.. المتوسط كلها (عشان أكون صريحة) ما جربت أشد حيلي فيها أبدًا أو أتعب نفسي بالمذاكره بأي شكل من الأشكال
كل اللي كنت أفكر فيه إن العلمي شيء خيالي وخارق وصعب تجاوزه.. رغم إني كنت أحب المواد العلميه (تحت مسمى العلوم) واستمتع جدًا فيها وكنت أتفرج على برامج علمية زادت شغفي فيها بشكل كبير -ما عدا الرياضيات طبعّا- ، لكن ما كنت معطيه رغبتي هذه أي اهتمام وكنت فقط أفكر بصعوبة العلمي وكنت أشوفه سبب كافي للابتعاد
الوقت الصحيح لاختيار المسار هو سنة أول ثانوي مو قبلها أبدًا .. بعد ما تجربون بأنفسكم دراسة كل هذه المواد بالمسار المشترك بتكونون قادرين تمامًا على تحديد مساركم
كانت حيرتي تزيد مع الوقت.. بعد ما تلاشت (عقدة العلمي) صار هو والأدبي عندي سواء..مشكلتي كانت إني أحب
المسارين بنفس الوقت (كمواد)
لكن النقطة الفارقه معي كانت (كدراسة) أيهم أفضل؟ بعيدًا كل البعد عن مسألة المستقبل الجامعي، أيهم أفضل فقط بالثانوي؟
عشان ما أدخلكم معي بفلسفتي التعليمية اللي صعب أطلع منها.. ببساطة كنت أشوف المواد الأدبية مظلومة جدًا من ناحية التدريس ومملة وتعتمد على التلقين للأسف بطريقة مًنفره.. وهذا الشيء يزعلني جدًا لأن العلوم الإنسانيه عظيمة وقائم عليها كثير مجالات وما تقل أهمية عن العلوم الطبيعية
أما
المجال العلمي فهو أفضل حالًا من الأدبي (ولو إنهم الاثنين يشتكون) لكنه كان ماخذ حقه بشكل أكبر و(شخصيًا) كنت أشوف دراستي له جدًا ممتعه
اتخذت قراري الحاسم قبل توصلني ورقة التوقيع على المسار بدقائق معدودة وصرت بنت علمي !
* كانت مسألة اتخاذي لقرار المسار تعتمد على واقع الدراسة وكيفيتها
بعيدًا عن اهتماماتي، صحيح إني دخلت علمي وعندي حُب واهتمام بالعلوم الطبيعية واتخذته كمسار لي ومستمر هذا الشيء إلى الجامعة. لكني كنت ولا زلت أحب مواد الأدبي، ومهتمة بالتاريخ والشريعة واللغة والأدب وأقرأ فيهم جميعًا
لذلك نصيحة أخرى.. لا تهتمون كثير لهالنقطة لو كنتم مريتوا بشيء شبيه باللي مرّيت فيه، مسارك فقط يحدد دراستك الآن وبالجامعه.. وما يعني هذا  أبدًا إنك تفقدين اهتماماتك الأخرى خارجه.. بالعكس السُبل أمامك مفتوحه للتعلم والبحث والقراءة وفي أحيان كثيرة بيكون تعلمك لها خارج المدرسة أجمل وأمتع وتتوسعين وتتطورين فيه أكثر من لو درستيه أكاديميًا لأن الدراسة للأسف تظلم مجالات كثيرة
-
تنظيم الوقت من أهم المهارات في نظري اللي تُبنى في المرحلة الثانوية.. لأجلها ولأجل ما بعدها
برأيي أن تنظيم الوقت يبدأ من وعي الشخص بأهمية الوقت وقيمته.. وهذا الشيء ما يتقصر فقط على الثانوي.. لكل حياتكم
الشخص اللي يقّدر الوقت ولا يسمح للملهيات والمشتتات بأنواعها إنها تسرقه منه هو اللي بينجح وبيوصل للي يتمناه بعد توفيق رب العالمين.. والأكيد إنها صفة مشتركة بين كل الناجحين في العالم
تذكرت القصيبي رحمه الله لما سئل عن كيف كان يجد الوقت الكافي كوزير وشاعر وأديب وروائي وسفير وأكاديمي في نفس الوقت!
 وكانت إجابته هو تقديسه للوقت وحرصه الشديد عليه ودقته في المواعيد.
دائمًا اسألوا الله البركة في وقتكم وجهدكم وعملكم.. لأن البركه هي السر في كل شيء
ونصيحة هنا: احرصوا يكون لكم ورد يومي من القرآن ما تتركونه أبدًا حتى لو كان قصير.. "قليل دائم خيرٌ من كثيرٍ منقطع"
وجربوا تقرأون وردكم قبل المذاكرة وتقدمونه عليها وعلى أي عمل آخر.. بتشوفون بركة وانشراح وراحة وتيسير وفتح من ربي
حاولوا تنظمون وقتكم قدر الإمكان بحيث يكون جدولكم مرن وما يكون فيه ضغط عليكم، جربوا مره ومرتين وعشر مرات
عواقب الإهمال وعدم التنظيم وخيمه.. بتتصعب الأمور أكثر ومو في صالحكم أبدًا تضغطون على أنفسكم بحجة إن إنتاجيتكم بتكون أفضل.. العكس هو اللي بيحصل
وحتى نفسياتكم مهمة.. ما فيه شيء يستحق تخسرونها وتعيشون كل أيامكم الدراسية وكأنكم بحرب من شدة الضغط والقلق والتوتر، وتصير الدراسة هم ثقيل عليكم وتعمي عيونكم عن كل شيء جميل بهالمرحله.. اسعوا قدر الإمكان لأنكم تكونون منظمين وتشترون هدوءكم وراحة بالكم وبالتالي بيكون كل شيء بصفكم بإذن الله
نفس الفكره تمامًا تنطبق على طريقة المذاكرة لا تملون أبدًا من التجربة حتى توصلون للطريقة الأنسب والأنجح لكم والوقت المثالي كذلك
ونصيحة أخرى: لا تعتمدون على تجربة غيركم أبدًا.. لأنه شيء مختلف من شخص لشخص
كنت دائمًا أذاكر بالليل وأفضل آخر الليل خصوصًا.. كثيرين كانوا يعاتبوني ويقولون لي الوقت غلط وما تحفظين وما تركزين و و و.. لكني ما كنت التفت لهالكلام لأن إصراري على المذاكره بهالوقت ما جاء إلا بعد تجارب كثير.. النهار وقت ضائع ومتشتت بالنسبة لي وانتاجيتي فيه جدًا ضعيفة بالإضافة إلى إني أنجز فيه بشكل جدًا بطيء على عكس الليل كان هو الأفضل بالنسبة لي، بنفس الوقت غيري لو يذاكر بالليل ممكن يضيع وما يمشي أبدًا
لذلك الموضوع شخصي تمامًا.. الطريقة اللي تنجح مع صديقتك ممكن تفشلين بسببها فشل ذريع والعكس صحيح.. والمصيبة لو اعتمدتيها وأصرّيتي عليها بحجة إنها الأفضل رغم إنك تشوفين نتائجها السيئة كل يوم!
نفس الشيء ينطبق على مدة المذاكرة وطريقتها.. المسألة قدرات
إذا شخص قال عن نفسه إنه غالبًا يحتاج نص ساعه لمذاكرة مادة ما يعني إنك أنت كذلك.. يمكن تحتاجين ساعه وأكثر!
ونفس الشيء لو شخص آخر قال عن مادة أخرى إنها طويلة وتاخذ وقت وجهد وغالبًا يذاكرها بثلاث ساعات.. ما يعني إنك مثله أبدًا
إذا مشيتي على كلام الأول بتظلمين نفسك وتخسرين درجاتك مو لأنك كنت تذاكرين غلط.. بس كنتِ تحتاجين وقت أطول شوي لأن هالمادة ثقيلة عليك وتحتاجين وقت أطول عشان تقدرين تركزين وتستوعبين كل فكرة
ولو مشيتي على كلام الثاني بتكونين ضيّعتي وقتك، ممكن تكون هالمادة سهله عليك وأساسياتك فيها ممتازه فما تحتاجين غير مراجعة للأفكار ..
ضروري استيعاب هالفكرة عشان ما يقع الشخص بأخطاء تكلفه كثير رغم إنه كان يقدر يتفاداها بإنه يعيش تجربته الشخصية فقط
-

عن تجربة شخصية.. هذا رأيي ونصائحي فيما يخص المواد العلمية وطرق مذاكرتها:

الأحياء
لو بنتكلم عن المحتوى فهي أدسم مادة علمية وأطول منهج.. عشان أكون صريحة معكم كمية المعلومات جدًا جدًا كبيرة ومن بعيد "تخوّف" وتحتاج مذاكرة أول بأول وهذا السر الأهم فيها.. لأن لو واجهتي الكتاب بالنهاية بتضيعين ولا يمكن تجمعين كل هالمعلومات بفترة قصيرة أبدًا
كنت ألخص معلومات كل درس بدفتر خارجي وأسوي خرائط مفاهيم تساعد جدًا بالمذاكرة وبالنهاية يتشكل عندي ملخص للمنهج كامل.. استمريت على هذه العادة إلى أحياء3 وقفت قبل النص بشوي وداهمني الوقت وانضغطت مع القدرات والتحصيلي والشهري وللأسف لما حاولت أرجع ما قدرت لأن تراكم علي فصول كثيرة.. لذلك ذاكروا ولخصوا أول بأول
وغالبًا بالمواد العلمية لما تشرح المعلمة تكتب خريطة مفاهيم على السبورة، أنتم انقلوها لكتبكم ودفاتركم بتستفيدون منها كثير وترتب معلوماتكم
بمنهج أحياء1 معلمتنا طلبت مننا نسوي خريطة مفاهيم كبيرة على ورق A3 وكنا نعبّيها بكل حصة ونحفظ وهذا أفضل شيء سويناه.. بالنهاية بتتشكل عنكم خريطة كبيرة ومليانه و"فيها أسماء غريبه كثير :)" لكن بتكون سهله لأنكم مشيتوا فيها شوي شوي.. غير كذا بيكون صعب عليكم تجمعون كل المعلومات لأن كل المنهج حرفيًا تصنيف..
أجمل وأمتع منهج درسته بالثانوي كلها كان أحياء2 .. أول فصل منه تكملة للتصنيف والباقي كله عن جسم الإنسان.. ممتع هالمنهج جدًا وطريقة سرد المعلومات رائعة وكأنك تقرأين مجلة علمية، وأكثر منهج حسيت إني فعلًا طلعت منه بمعلومات لا زالت معي بعيدًا عن  الاختبار.. كمية دهشة وتعجب تستشعرين فيها عظمة خلق رب العالمين من أصغر شيء لأكبر شيء وبأدق أدق تفاصيل جسم الإنسان
أحياء3 كذلك ممتع جدًا ومناسب جدًا يكون الأخير من حيث تسلسل المعلومات وكميتها.. مواضيعه مهمة وفعلًا الكتاب كأنه موسوعة مصغرة لأفكار كثير.. لكنه أكيد يحتاج جهد أكثر من اللي قبله
معلومات الأحياء بشكل عام مهمة جدًا حاولوا ما تفوتون منها شيء في حال كنتم تخططون وفيه أجزاء ما تدخل معكم بالاختبار.. كل شيء بيرجع معكم بالتحصيلي بثالث

الكيمياء
أحب الكيمياء جدًا وأشوفها من أمتع العلوم ومليانه دهشة وتأمل مثل الأحياء تمامًا..
كيف عالمنا مليان أشياء صغيرة وتفاصيل مثل هذه؟ وكيف كل العناصر لها تركيب محدد ومميز؟ كيف كل شيء في النهاية مكون منها؟غير الجانب الصناعي منها والحيوي وغيرها الكثير
عمومًا الكيمياء تظل صعبة ومعقدة إلين ما تفهمونها.. بعدها بتكون أمتع مادة
أتذكر بسنة أولى كنا كل ما اشتكينا من صعوبة المادة  أو ما عرفنا نحل قالت لنا معلمتنا: "هذا وأنتم لسى ما درستوا كيمياء2" :)
ما يحتاج أقول إنه من ذيك اللحظة اكتملت مشاعر الخوف والرعب تجاه هذا المنهج لدرجة إنه كان أحد أسباب ترددي بدخول العلمي..
لكن اللي أقدر أقوله عن هالمنهج إنه (تأسيس) ومهم جدًا تتأسسون.. المنهجين اللي بعده يعتمدون على الأساسيات اللي فيه
يمكن هذا السبب اللي يخلي سمعة المنهج سيئة وإنه أول منهج بهالمستوى يواجه الطالب لكنه عمومًا ما كان مثل كلام الناس ولا نصفه حتى.. بالعكس إذا على صعوبة المحتوى وكميته فكيمياء3 و4 أصعب منه بكثير بلا مقارنة
مو فقط كيمياء2.. إنما كل الكيمياء تحتاج مذاكره أول بأول وحفظ للقوانين وأسماء العناصر والألكانات والتكافؤات وتدريب على المسائل.. والأهم تركزون بالحصة وتستفيدون من كلام المعلمة لأنها تبسط المفاهيم الصعبة بطريقتها.. معلمتنا كانت متمكنة من المادة تبارك الرحمن فكانت تعطينا طرق أبسط للحل من عندها ونستفيد كثير من هالشيء

الرياضيات
فكرت ألغي فقرة الكلام عنها لأني (وبكل صراحة) من طفولتي في خصام مع هالمادة، كل ما حاولنا نتصالح نرجع نتخاصم
بعيدًا عن أهميتها اللي لا شك فيها
لذلك أنا أبدًا مو قدوة بالرياضيات :) كنت أذاكر على قدر الاختبار فقط ولا أحاول أتوسّع بأي شكل من الأشكال..باستثناء إني تعلمت استخدم الحاسبة بشكل رائع وصرت اختصر على نفسي كثير أشياء كنا نحلها بشكل يدوي.. لذلك كل الشكر للآلة الحاسبة :)
يمكن السبب اللي دفعني للتعلم هو إني داخليًا ما أحب المادة وأبحث عن أبسط الحلول لتخطّيها بأقل خسائر ممكنه.. على كلٍ ابحثوا باليوتيوب بالدروس اللي تحتاجون فيها الآلة وبتلقون شروحات كثيرة جدًا.. ومع الوقت بتكون عندكم خبره حلوه فيها..
أتذكر بالعطلة اللي بين ثاني وثالث ثانوي سألت عمي (معلم رياضيات) عن رياضيات5 و6.. فأعطاني نظرة متفحّصة وسأل "اخذتيهم؟" قلت لا ما بعد.. قال " أجل خليني ساكت" :)
وبالفعل أهم منهجين بالرياضيات هم 5 و 6 .. صحيح فيهم صعوبة واضحة وما يقارنون بال4 مناهج السابقة لكن لأنهم يمثلون عصب الرياضيات والأساسيات كلها فيهم.. مثل التفاضل والتكامل والاشتقاق وغيرها.. لذلك أعطوها حقها وحاولوا تفهمونها من بدري بدون ما تضغطون أنفسكم بالنهايه لأنها جدًا مهمة وما ينفع تتذاكر أي كلام

ظروف الطلاب مختلفة من شخص لآخر لذلك ابحثوا عن أنسب طريقة لكم.. ولا تنسون التدريب هو أهم شيء بمواد الفهم.. كل ما تدربتوا وحليتوا مسائل أكثر كل ما رسخت الأفكار ببالكم

الفيزياء
المادة السهلة والصعبة بنفس الوقت.. كمادة دراسية طبعًا وإلا الفيزياء كعلم شيء مختلف تمامًا
يعجبني فيها إنها تجسّد لك الرياضيات على أرض الواقع وتشوفين استخدامها بنفسك.. عكس الرياضيات كمادة كلها أرقام بحته ومملة وتدرسين وتتعلمين سنوات بدون ما تعطيك استخدام واضحة لشيء من هالأفكار
كتاب الفيزياء من أتعس وأسوأ الكتب.. المعلومات فيه متداخله بعض ويشرح لك عن طريق المثال مباشرة.. بالإضافة إلى أنه الترجمه سيئة وصياغة الجمل غريبة
يعني بالمختصر كمرجع أشوفه ما يفهم ولا يكفي.. إذا توفقتي بمعلمة ممتازة مثل ما توفقنا ماشاءالله وصرتي ما تحتاجين الكتاب فشيء عظيم.. كانت تعطينا بالبداية أوراق فيها ملخص الدرس  وكل الأفكار ونذاكرها ولاحقًا بثالث صرنا نلخص معها بدفاترنا على السبورة.. ولاحظت إن هذا الشيء جدَا يساعد بثبات المعلومه لأنك تقرأينها عدة مرات قبل وبعد كتابتها
وإذا لا فالنت مليان شروحات سواء يوتيوب أو ملخصات pdf .. أثناء الدرس حلو لو تكتبون الأفكار على ورق وتلخصونها بيكون شيء مفيد لكم جدًا
عمومًا المادة تحتاج حفظ وفهم بالوقت نفسه.. ما راح تحلين إذا مو حافظه القانون وبنفس الوقت ما فيه فائدة من حفظك له إذا ما كنتِ تعرفين تعوضين بالمسألة
كنا نسوي أنواع الدعابات والتفاهات والغرائب عشان نحفظ القوانين  :) ظاهريًا شيء تافه لكن طريقة مُجدية جدًا صدقوني وأكثر طريقة تثبت حفظكم للقانون.. مع إن فيها انتهاك لحرمة العلم واستخفاف لا شك كان بيغضب العلماء اللي لو ما ماتوا موته طبيعية لكانوا ماتوا من القهر على قوانينهم التي هي خُلاصة علمهم وجهدهم وأفنوا لأجلها أعمارهم وقد أصحبت لُعبة بأيدي الطلاب :)

بالإضافة لأنه فيه جانب نظري كثير بالمادة وممكن يكون أكثر من التطبيقي.. استخدامات وتعداد وأسماء علماء ووو... خصوصًا فيزياء4
أعطوا هالمادة حقها ومثل غيرها ذاكروها أول بأول وبتمشي معكم بسهولة بإذن الله
-
بشكل عام اهتموا بالمواد العلمية.. ذاكروها بحرص وجدية وحاولوا تثبّتون الأساسيات والمعلومات المهمة.. إن ما كان لأجل أنفسكم فهو لأجل التحصيلي اللي بيكون شامل لمناهج السنوات الثلاث
 المذاكرة أول بأول هي أهم شيء وأهم نصيحة ممكن أقدمها لأي طالب.. الربط طريقة مفيدة جدًا بالإضافة للتلخيص.. بكل ترم بتكتشفون ترابط كبير بين المناهج خصوصًا بثالث فيه مواضيع مكرره بين الكيمياء والأحياء وكذلك بين الكيمياء والفيزياء.
أي شيء صعب يواجهكم معناها إنه يتطلب منكم تبذلون جهد أكبر حتى توصلون للفهم وتتقنون الأفكار.. لأنه مو شيء مستحيل أبدًا، الخطأ إن الشخص لما يواجه شيء فيه صعوبة ما يحاول يزيد جهده عن قبل أبدًا ويستسلم ويوقف ويقول والله صعب ومعقد و و و..  الصعوبات هي الشيء المختلف وهي اللي ترفع مستواك بكل مرة.. احرصوا يكون جهدكم على القدر اللي تستحقه المادة منكم وأكثر وبتشوفون نتائج مُذهله بإذن الله
-
مثل ما ذكرت لكم سابقًا.. الثانوي مرحلة التجارب، لا تبخلون على نفسكم بأي تجربة مهما كانت صغيرة وبسيطة، ما تعرفون الأثر العميق اللي بيتشكل منها داخلكم حتى لو ما شعرتم فيه بشكل لحظي
المشاريع الدراسية للمواد كانت أجمل شيء كان بنظري بنظام المقررات ولا زال.. أحس وكأنها شيء منفصل عن الثانوي من كثر ما هي مليانه تجارب حلوة ومختلفة ما تقدرين تحصرين فوائدها وآثارها عليك، كانت من أحلى وأجمل وأعظم تجارب حياتي
المشاريع فرصة عظيمة عشان تحققون أحلامكم بأنكم توصلون أفكاركم ورسالتكم للآخرين وتشاركونهم إياها، فرصة تبنون أنفسكم وتقدمون شيء عظيم وتصنعون أثر جميل يبقى
كنت أحاول دائمًا أرتب أفكاري وأفكر كيف أوصلها للآخرين وأي طريقة بتكون الأمثل وأسعى إني أجسّدها بمشروع يخدم الفكره ويجمعها من كل الجهات بدون تعقيد ويوصلها بأبسط وأنسب صورة.. والحمدلله حمدًا كثيرًا على عونه وتوفيقه وتيسيره
مهما قلت لكم عن المشاريع وتجربتها وأثرها ما راح أقدر أوفّيها.. هي بمثابة منصة تجارب مصغرة لكم عن ميدان الحياة الحقيقي.. بتتعلمون منها كثير كثير كثير
والمرحلة الثانوية عمومًا.. إذا اخترتوا إنكم تعيشونها كاملة بكل ما فيها وإنها تكون أهم مرحلة انتقالية بحياتكم  تبنيكم وتعرفكم على أنفسكم عن قًرب وتصقل شخصياتكم وتغيركم للأفضل من كل النواحي.. فهي -بإذن الله- بتكون كذلك
أول ثانوي شيء مختلف، وثاني ثانوي شيء مختلف، وثالث ثانوي بتجاربها وتفاصيلها كانت بالنسبة لي عنهم كلهم


أختم تدوينتي هذه بدرس عظيم وثمين لتجاربنا في محطات الحياة.. سواء الدراسية أو ما بعدها
تتلخص في أن: "الرحلة أهم من الوصول"
استمتعوا بكل خطوة وبكل لحظة.. استشعروا كل خطواتكم، الوصول قد يكون مملًا، والمتعه كل المتعه في الرحلة


شكرًا لكل شخص يقرأ حتى هذا السطر
دمتم بخير.. وتجارب دراسية ثريّه أتمناها لكم.

لَيان..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما وراء الصُدف

ثقافة الفضفضة